في حياة كل واحد مننا ناس كتير.....ناس قعدت ساعة، يوم و ناس قعدت شهور و سنين..... و في ناس مشيت من زماااااان بس لسه موجودين ، لأننا بنفتكرهم على طول ساعات بالضحك و ساعات بالدموع....... وفي ناس مش فاكرين منهم أي حاجة غير وجع و حلم ضاع معاهم....... وورا كل واحد من الناس دي حدوتة عايزة تتحكي

الخميس، 19 يناير 2012

بوابة الحديقة الخلفية


رغم البرودة الشديدة للطقس قررت الخروج إلى حديقة منزلها الخلفية هربا من الملل و القلق اللذان أصبحا يصبغان أيامها مؤخرا.......خرجت بحثا عن قليل من الهدوء و الرومانسية الضائعة في صي القمر الخافت و إلتماع النجوم البعيد.....في بعض الهواء المنعش الذي يحمل معه بجانب البرودة رحيق أزهار نائمة و رائحة خضرة منعشة........ أخذت معها أوراقها و أقلامها لعل الإلهام الذي جفاها ليالي يأتيها و قصة من قصص الخيال في حال لم يأتي الإلهام........ تلحفت بروب أباها الواسع و المقلم بمربعات داكنة و ضحكت لشكلها الفكاهي ........زو بعد ان خرجت بدقائق سمعت قطتها المسكينة تموء مطالبة بحقها في التمتع بفليل من الهواء المنعش هي الأخرى بعد أيام من الحبس بسبب المرض....... فتحت لها الباب و قالت بصوت هامس "بس ما تبعدش علشان خاطري بدل ما أتبهدل" "ميو ميو ميو" أجابت قطتها مؤكدة صونها للعهد......و أخذت هيو قطتها يشمان الورود و الزرع في سعادة و هناء....... و فجأة قررت القطة الخبيثة القفز من فوق السور مطالبة بالمزيد من الحرية "يا بنت الذين إحنا مش إتفقنا ما تخرجيش" و أسرعت تغطي شعرها المطاطير بغطاء زهري ممتلئ بالورود و جلبت مفاتيحها لتلاحق القطة قبل ان يكتشف أحد من أهل البيت الفاجعة التي أرتكبتها........ فتحت باب الحديقة الخلفي بصرير عالي يدل على المدة الطويلة التي اغلق فيها و خرجت إلى تلك الحديقة الخلفية التي تجمع البيوت المتجاورة بعضها ببعض ......مشت في الظلام بخطوات بطيئة خوفا من أن تقع أو تتسبب في بعض الضوضاء تفضح مكانها و أخذت تتمتم بصوت خفيض "بس بس بس بس يا قطة يا قطة روحتي فين!! "و فجأة أسرها المشهد الخلاب للنجوم و بعض الأضواء من النوافذ المغلقة و سرحت عن مهمتها الأساسية و أخذت تدندن ببعض النوتات الموسيقية الهادئة التي لا تدري متى سمعتها أن كانت سمعتها في الأساس........... لا تدري كم مر من الوقت على هذه الحالة من الهيام التي كانت تعيشها حتى فاقت على صوت "إحم إحم" فأنتفضت بعنف "أنا أسف و الله مقصدش أخضك" نظرت إلى روبها المربعات و إلى الطرحة المزركشة و أحمرت وجنتيها ليتحولان إلى كرتين من الطماطم فقالت برتباك "أصل أنا ...أصل أنا" كانت تحاول ان تتذكر ما الذي أتى بها إلى هنا و لكنها توقفت عندما فوجئت بأنه يرتدي روبا يشبه الذي ترتديه فغرقت في موجه من الضحك شاركها إياها .......... "هو أنت بتعملي إيه هنا الساعة 1 بليل" "نفس اللي أنت بتعمله بدورعلى القطة" رفع حاجبيه في دهشة و قال"بس أنا معنديش قطة أساسا علشان أدور عليها" فأجابت "أومال بتعمل إيه هنا الساعة واحدة بليل!!!" أشار إلى شرفة قريبة و قال "الحقيقة أنا كنت عادي واقف في بلكونة بيتنا و بعدين شفت حاجة واقفة بقالها نص ساعة في قلت انزل أتأكد أنا فعلا شايف صح دي بني أدمة و لا تمثال و لا سراب و لا إيه بالظبط" فقالت ضاحكة "لول بجد، أكيد بجد لأن عمر ما بيبقى في تمثال أو سراب لابس روب مربعات و طرحة زي دي " إبتسم و قال "حقيقي بس المنظر مع نور القمر و الشجر و كده مختلف و المربعات مكانتش باينه قوي في الظلمة" و صمت لحظة ثم أكمل " و بعدين لو سمحت ما تتريقيش على المربعات علشان انا بحبها " مشيرا إلى ما يرتديه..... تمشيا قليلا تحت القمر في سكون لدقائق ثم قال لها "الواحد لما بيمشي هنا بيحس أن الدنيا حلوة قوي و بينسى الزحمة و القلق بتاع الشغل" فأجابت و هي تتأمل السكون "بتحس كأنك في حتة تانية...حاجة كده شبه أليس في بلاد العجائب أو ذا سكرت جردن" إبتسم و هو ينظر إليها "و تحسي أنك لو ماسكة شوية بلالين ممكن تتطيري بالمناسبة تحبي تمسكي شوية بلالين من اللي معايا" أنتبهت لأول مرة إلى البلالين التي يحملها كانت ألوانها قريبة من ألوان طرحتها فأومئت برأسها إيجابا في سعادة طفولية "ممكن كلهم" ناولها البلاين كلها و مشت و هي تحملهم ترددت قليلا قبل أن تسأله "يعني أنك تيجي هنا بليل علشان تمثال أو سراب و عديناها بس تيجي ببلالين واسعة حبتين" "بصراحة البلاين مسكت في هدومي علشان الكهربة و زهقت منها فجبتها و جيت....ما تستغربيش كان عندنا حفلة في البيت" ضحكت ضحكة قصيرة "نقصنا إتنين أيس كريم و تكمل" "ممكن أدورلك في التلاجة لوعايزة "قبل أن تجيب سمعت صوت القطة فصاحت "قطتي" و وجدت القطة تأتي إليها مسرعة فألتفت إليه لتعرفه على قطتها فلم تجده ثم أقتربت لتحملها في يدها و قالت لها "بس أوعي تفرقعي البلالين" فلم تجد البلالين في يدها فإبتسمت لنفسها و أدركت أنها لم تكن هي السراب الذي يلاحقه بل كان هو الحلم الذي ركضت وراءه بعد أن خرجت من بوابة الحديقة الخلفية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق